غريب الدار
أنا الغريب وتلك الدار أهواها
يهيمُ وجهي نَدِيَّاً في مُحَيّاها
غزلت من أدمعي بالسطر ملحمةً
أَجَّت بأوردتي ناراً بذكراها
الروح ناحت ومَسُّ الشوق أرَّقني
للصحب شوقي وأمٍّ تُقتُ لقياها
رغبت عيشاً وحلما ليت يصدُقنا
مقابر الموت تاهت فيَّ عيناها
أموت حيّاً بلا خلٍ يسائلني
والصدر ينزف كم يشتاق رؤياها
بكيت عمراً هنيَّاً كنت أنشده
جرعت كأساً زؤاماً حين فرقاها
الدمع كالبحر والشطآن ماهدأت
مخضوضبٌ بلحاظي ذِكرَ مرساها
ضاعت سفيني والأمواج كم هدرت
والعين فاضت وغدر البحر ادماها
أيقنت أني بدرب الموت منحدِرٌ
خذني لأمي أقبلْ كف يمناها
ماعدت ابغي سوى صدرا ليحضنني
بدفء قلبٍ لعينٍ ضاع مرآها
ألقيت وجدي ببئرٍ جفّ من أنَسٍ
والشمس غابت وفي العينين مضناها
ثارت رياح الأسى والهم يعصفني
والله ادعو خلاصاً من خفاياها
احضن حنينا لمهد العمر في شغفٍ
وامسح غموماً لقتل الحب نجواها
ماعدت أشدو بنجمٍ بات يحرقني
فالنفس تسعى لوهمٍ في ثناياها
رحماك ياوطنا قد دمت لي سَكَناً
فالروح أنت وعشق الارض دنياها
-------
ياسمين العابد