لغتُنا العربيّةُ .. لغةُ التّفكيرِ بالعميقِ، والواسِعِ، والبعيد .. تترجِمُ الرّوحَ والقلبَ .. وتنتشي لها النفسُ دونَ أن تشخِّصَ سرَّ هذه النّشوةِ .. فكلُّ كلمةٍ فيها لها كيانٌ وشخصيةٌ وروحٌ .. مشحونةٌ بمعانٍ جديدةٍ لم تكنْ لها .. فكلما أتقنتَها ـ صديقي ـ اتّسعَتْ فيكَ مداركُكَ وسمَتْ بِكَ مآربك .. هي الحياةُ بِرُمّتِها .. ما ندركُه منها وما لا ندرِكُهُ .. هي الرّوحُ التي تُكهرِبُ المادّةَ الأدبيّةَ وتُصَيّرُها وتَبُثُّ في عروقِها الحياةَ .. اللّغةُ صريحةٌ لا الْتواءَ فيها ولا اخْتلافًا .. طُموحٌ لا يعرفُ حدودًا .. سعيٌ لا يَعْتريهِ مَلَلٌ أو هُوادَةٌ .. وهي إيمانٌ بالذّاتِ وبالأرضِ وهي إيمانٌ بالإنسانِ ذاتِه وبوجودِه الكوني .. !
كل عام وللغتِنا عزتُها وكيانُها وحفظَ الله أبناءَها البررة
سكرة القمر