صغيرتي روسيل
لم يعد الدمع يجدي
الخوف يعتمر القلوب يعشعش في ثناياها
الموت لا وطن له
ولا منفى
يجتاح الضلوع
عنيد في جمع الخلايا المعطوبة
في الإذلال والتزمت والخضوع
يعشق التوغل والسكوت
يحب الإسراع في نهايات الحكايا
لم أكن يوما بارعة في الرياضيات
لم أحفظ الأرقام ابدا
ذاكرتي ككاسيت اغنية قديمة معطوبة
لم أحفظ رقمي الوطني يوما لأنه يتألف من عدة أرقام
لكنني في المشفى
سمعت نداء خفيا يهمس باذني أحفظي رقمك انه تأشيرة دخولك
للسماء السابعة
حفظته ربما لأنه سهل جدا 1196
أخبرتني الممرضة وهي تنزع جهاز التنفس عني
بأن شابا أحق مني به للحصول على فرصةللنجاة من الموت
مهلا أيها الموت
اترك لي فرصة الملم ذكرياتي
الآن فقط أدرك أنني لم اترك لك ذكرى مني
لم أفكر يوما ان امتلك صورا لمناسباتي السعيدة أن وجدت
كنت منشغلة بطعن الوقت بسكين باردة
بالركض خلف توابيت الأحبة
لم اقبلك يوما واحضنك
لم أفكر بأنك ستكونين يوما ما بأمس الحاجة
إلى قبلات ساخنة
ودافئة
حتى قبلاتي التي منحتك كانت ممتزجة برماد الفقد
وقد نبتت على حواف شفاهي
زهور اقحوانية برائحة القبور
ها أنا أمضي يا صغيرتي لاتماهى مع المحتشدين
لكنني في غمرة اندفاعي إلى العبور
فضحتني دمعتي لتشهد معي
اناتي المحملة بحزني على فراقك
في ليلتي الأخيرة
اللحظات كئيبة
كل شي يبدو موشحا بالسواد
ونحن المغادرون الذين لم يسمح لنا الوقت لوداع الاحبة
عراة
الأرض مجدبة
الشوارع فارغة
الأشجار تميل للاصفرار والذبول
اوراقها منكمشة على نفسها
البيوت مضاءة بشمعدانات نحاسية عتيقة
تتوهج مصفرة باهتة
العيون خلف زجاج النوافذ دامعة ذابلة
الايادي النحلية ملتصقة بزجاج النوافذ تلوح بالوداع
ايادي ضعيفة تبرز زرقة اخاديد العمر ومعاناة الحياة
صرخات مكتومة في الصدور
تحاول النجاة من مقص العتمة
ونحن نحلق باجساد خفاف
إلى الأعلى. ..الأعلى
كأننا كاحجار نرجم العواء والمنافي
نطعن التيه
كأننا نسبح بفطرة الشوق
لعناق المبتغى
لزرع التقى في القلوب كالدراويش
كي نكون أشلاء نتوج
في الملكوت الإلهي
نسأل الرب
لم صفحات الرجاء ممزقة
نسأله عن لوعة الصراخ
في الصمت المريب
صغيرتي روسيل
يا من كنت قرص شمسي
خذي جرعة من الشمس
ابق مضيئة في دنياك
كما عهدتك
حاولي العثور على مصادر السعادة وتمسكي بتلابيب الحياة
افين